الموضوع
الكلمة/الجملة
اسأل هنا

 
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0043
السؤال
هل يحاسب الله العبد على محادثة نفسه كالتشكيك بالذات الاهية والتكفير والافكار التكفيرية والعياذ بالله ؟ وهل هي من علامات بغض الله للعبد ؟
هل يكفي الندم والاستغفار والذكر والصلاة للتوبة عن ما حدثت النفس به؟ هل هذا هو القرين الذي ذكره الله في قوله تعالى: ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)
وما هي علامات بغض الله للعبد؟
الجواب
فإن من نعم الله على عباده أنه لا يحاسب العبد على خواطره سواء كان ذلك الخاطر كفرا أو شكا أو غيبة او غير ذلك فعن ابي هريرة وعمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي عمّا حدثت به انفسها مالم تتكلم به او تعمل به" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا"
وعلى الانسان إن حدثته نفسه بما ذكر في السؤال فعليه ان يصرفه عن فكره في الحال وليقل آمنت بالله ورسله فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ" وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ"
لذلك فإن الوسوسة في مثل هذه الأمور لا اثم على الانسان فيها بل هي من صريح الايمان فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ فقالوا:إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ" وروى مسلم أيضًا أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الوسوسة قال: "تلك صريح الايمان".
أما القرين المذكور في قوله تعالى {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف:36] فقد ذكر ابن كثير في تفسيره انه شيطان خاص بمن يتعامى ويتغافل عن ذكر الرحمن وذكر البيضاوي " يتعامى ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وإنهماكه في الشهوات. { نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } يوسوسه ويغويه دائماً".وذكر الطبري "نجعل له شيطانا يغويه فهو للشيطان قرين".
وطاعة الله ورسوله باتباع احكام الشرع تجلب للانسان محبة الرب سبحانه أما اقتراف المعاصي والآثام ومخالفة ما جاء به الشرع فهي من علامات بغض الله للعبد تجلب غضبه وسخطه وعقابه قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31].
وعن انس رضي الله عنه هن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَطَعْمَهُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَأَنْ يَبْغُضَ فِي اللَّهِ وَأَنْ تُوقَدَ نَارٌ عَظِيمَةٌ فَيَقَعَ فِيهَا أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا" والله تعالى أعلم.
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0044
السؤال
فضيلة الشيخ كل إنسان فى قبره يعرف إذا كان من أهل الجنة أو من أهل النار وبالتالى فهو يعلم يقينا أنه سوف يأخذ صحيفته باليمين أم بالشمال.

فلم الحساب إذا كان يعلم ذلك من قبره؟

وهل هناك شفاعة لسيدنا محمد للعصاه من المسلمين تنقذهم من دخول النار وأخذ قسط منها أم هذه الشفاعة لا تحدث إلا بعد أن يدخل عصاة المسلمين النار فيخرجهم منها؟
الجواب
فإن الفترة الزمنية ما بين موت الإنسان وقيام الساعة تسمى حياة البرزخ المذكورة في قوله تعالى {وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون:100]
وتسمى حياة الارواح فما يجد الانسان في هذه الفترة - كل حسب عمله- من رؤية مقعده في الجنة او مقعده في النار او نعيم في الجنة او عذاب النار يتعلق ذلك بالروح.
أما يوم القيامة فيجمع الله الارواح والاجساد ويحاسبهم على اعمالهم والله سريع الحساب.
أما شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لعصاة المؤمنين يوم القيامة فقد دلت الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في الشفاعة بأن الله عز وجل يشفعه فيهم منهم قبل دخول النار ومنهم بعدها والله تعالى أعلم.
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0045
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اني سيده متزوجه زوجي رجل طيب لكن هناك خصله سيئه لديه وهي انه يشرب الخمر احيانا عندما اناقشه واقول له ان هذا الشي حرام يقول لي ان القران الكريم لم يذكر تحريم الخمر بل قال انه رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه وان الاجتناب غير التحريم اي ان شارب الخمر تكتب له سيئه وليست من الكبائر وكذلك يقول انه شارب الخمر اذا تاب لا يعيقه من دخول الجنه لانه في ايه في القران الكريم تذكر وجود انهار من الخمر لذه للشاربين فيقول ان الشاربين هم الذين شربوها في الدنيا.........
يا سماحه المفتي كيف ارد على هذا الحديث بايات من القران الكريم تثبت تحريم الخمر وماهو تفسير الايه في قوله تعالى لذه للشاربين
مع الشكر الجزيل
الجواب
فإنه لا يجوز للانسان ان يفسر آيات من القرآن الكريم من تلقاء نفسه وعلى هواه بل عليه ان يرجع إلى آراء العلماء المختصين في تفسير القرآن الكريم لأنهم يستندون في تفسيرهم إلى أصول علمية دقيقة وأدلة شرعية.

لذلك فإن ما تذرع به الزوج بأن الخمر ليست حرامًا ليس له أي اساس من الصحة على الإطلاق ففي قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِي ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ} [المائدة:90- 91].

إن لخمر رجس وخبث بل هي ام الخبائث فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اجتنبوا ام الخبائث فإنه كان رجل ممَّن كان قبلكم يتعبد، ويعتزل الناس فعلقته امرأة فأرسلت اليه خادمًا إنا ندعوك لشهادة، فدخل فطفقت كلما يدخل بابًا اغلقته دونه حتى إذا أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة وعندها غلام وباطية فيها خمر فقالت: إنا لم نَدْعُكَ لشهادة ولكن دعوتك لقتل هذا الغلام أو تَقَعَ عليّ أو تشرب كأسًا من الخمر فإن أبيت صِحْتُ بك وفضحتك قال: فلما رأى أنه لا بدّ له من ذلك قال: اسقيني كأسًا من الخمر فسقته كأسًا من الخمر فقال: زيديني فلم تزل حتى وَقَعَ عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنه والله لا يجتمع ايمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدًا ولَيوشكَنَّ أحدُهما يخرج صاحبه" رواه ابن حبان في صحيحه.

نعم إن الخمر رجس وسخط وقد يقال للنَّتْن والعذِرة والأقذار رجس كما أخبرنا الله تعالى بعد وصفها بالرجس بأنها (من عمل الشيطان).

وثم امرنا سبحانه باجتناب الأمور المذكورة في الآية الكريمة ومنها الخمر، والابتعاد عنها كما نصت احاديث شريفة على ذلك، وكذلك اجماع الأمة، فحصل الاجتناب في جهة التحريم، وهذا ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزل تحريم الخمر مشى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضهم إلى بعض وقالوا: حرمت الخمر وجعلت عِدْلا (أي نظيرا للشرك) فكلمة "اجتنبوه" أشد في التحريم من كلمة "حرمت"؛ لأنه اذا كان الاقتراب منها حرام فشربها اشد تحريما فالله سبحانه لعن الخمر، ولعن كل من له صلة بها، ولا يكون اللعن والطرد من رحمته تعالى إلا من الوقوع في الحرام فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اتاني جبريل – عليه السلام- فقال: يا محمد ان الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة اليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها" رواه أحمد باسناد صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الاسناد.

ولتأكيد حرمتها علق ما سبق ذكره في الآية من وجوب اجتنابها بقوله {لعلكم تفلحون} فالخمر مفسدة للعقل، وللعلاقات الأسرية والاجتماعية، و مضرة بالنفس والجسد ومضيعة للمال والوقت وتؤدي إلى تفريط في الحقوق، وتقصير في الواجبات وفي كل واحدة من هذه ما يخالف النقل والعقل، بل إن في الخمر خطر على العقيدة، فقد يحرم مدمنها من دخول الجنة فعن أبي موسى رضي الله عنه: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر، ومن مات مدمن الخمر سقاه الله جل وعلا من نهر الغوطة قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات يؤذي اهل النار ريح فروجهم" رواه احمد وابو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم. وصححه في رواية لابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وزاد مسلم" وفي رواية أبو داود بعد قوله: "ولا يشرب الخمر حين يشرها وهو مؤمن: ولكنَّ التوبة معروضة بعد" والله تعالى أعلم .
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0046
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله
عندنا في الجزائر تقام تظاهرة شعبية تقليدية تسمى الوعدة و فيها من الأطعمة و الأشربة ما الله به عليم و فيها عروض الخيل و تسمى على ضريح ولي معين
فما حكم دلك و جزاكم الله الف خير.
الجواب
إذا كان القصد هو تعظيم صاحب الضريح فالأمر خطير لأنه يتعلق بالعقيدة، فالنافع والضار هو الله تعالى والمسلم مطالب بأن يخلص العمل لله تعالى القائل في كتابه العزيز {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162 - 163] لأن إسلام كل نبي متقدم على إسلام أمته، فسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو أول المسلمين، وهو قدوتنا واسوتنا قال تعالى {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21] والله تعالى أعلم.
الموضوع العقيدة رقم الفتوى 0047
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
هل يحاسب المسلم على ما يدور في ذهنه؟؟؟
الجواب
لا يحاسب لأن الخواطر ونحوها ليست من كسب الإنسان قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ} [البقرة:286] وقال تعالى: {وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا} [الأنعام:164] وعن أبي هريرة وعمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها مالم يتكلموا أو يعملوا به" والله تعالى أعلم.
 

 
 (31)  (33) (898)  
  40 39 38 37 36 35 34 33 32 31 30  مزيد