الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ } * { وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } * { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } * { وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

وقيل: المراد بالمشرقين مشرق الشمس والقمر وبالمغربين مغرب الشمس والقمر بين سبحانه قدرته على تصريف الشمس والقمر ومن قدر على ذلك قدر على كل شيء. { فبأي آلاء ربكما تكذبان مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان } ذكر سبحانه عظيم قدرته حيث خلق البحرين العذب والمالح يلتقيان ثم لا يختلط أحدهما بالآخر وهو قوله { بينهما برزخ } أي حاجز من قدرة الله فلا يبغي الملح على العذب فيفسده ولا العذب على الملح فيفسده ويختلط به ومعنى مرج أرسل عن ابن عباس. وقيل: المراد بالبحرين بحر السماء وبحر الأرض فإن في السماء بحراً يمسكه الله بقدرته ينزل منه المطر فيلتقيان في كل سنة وبينهما حاجز يمنع بحر السماء من النزول وبحر الأرض من الصعود عن ابن عباس والضحاك ومجاهد. وقيل: إنهما بحر فارس وبحر الروم عن الحسن وقتادة فإن آخر طرف هذا يتصل بآخر طرف ذلك والبرزخ بينهما الجزائر. وقيل: مرج البحرين خلط طرفيهما عند التقائهما من غير أن يختلط جملتهما لا يبغيان أي لا يطلبان أن لا يختلطا. { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان } اللؤلؤ كبار الدر والمرجان صغاره عن ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك. وقيل: المرجان خرز أحمر كالقضبان يخرج من البحر وهو السد عن عطاء الخراساني وأبي مالك وبه قال ابن مسعود لأنه قال حجر وإنما قال منهما وإنما يخرج من الملح دون العذب لأن الله سبحانه ذكرهما وجمعهما وهما بحر واحد فإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما عن الزجاج قال الكلبي وهو مثل قولهوجعل القمر فيهن نوراً } [نوح: 16] وإنما هو واحدة منهن وقولهيا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم } [الأنعام: 13] والرسل من الإنس دون الجن. وقيل: يخرج منهما أي من ماء السماء ومن ماء البحر فإن القطر إذا جاء من السماء تفتحت الأصداف فكان من ذلك القطر اللؤلؤ عن ابن عباس ولذلك حمل البحرين على بحر السماء وبحر الأرض. وقيل: إن العذب والملح يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للملح ولا يخرج اللؤلؤ إلا من الموضع الذي يلتقي فيه الملح والعذب وذلك معروف عند الغواصين. وقد روي عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري أن البحرين علي وفاطمة عليهما السلام بينهما برزخ محمد صلى الله عليه وسلم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين عليهما السلام ولا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما وكثرة خيرهما فإن البحر إنما يسمى بحراً لسعته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لفرس ركبه وأجراه فأحمده وجدته بحر أي كثير المعاني الحميدة. { وله الجوار } أي السفن الجارية في الماء تجري بأمر الله { المنشئات في البحر } أي المرفوعات وهي التي رفع خشبها بعضها على بعض وركب حتى ارتفعت وطالت.

PreviousNext
1 3 4