الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } * { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً } * { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }

قال البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم يدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم، فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم، فقال ما تقولون في قول الله عز وجل { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ }؟ فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله، ونستغفره، إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت لا، فقال ما تقول؟ فقلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } فذلك علامة أجلك { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِٰبَا } فقال عمر بن الخطاب لا أعلم منها إلا ما تقول، تفرد به البخاري. وروى ابن جرير عن محمد بن حميد عن مهران عن الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس، فذكر مثل هذه القصة أو نحوها. وقال الإمام أحمد حدثنامحمد بن فضيل، حدثنا عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعيت إلي نفسي " فإنه مقبوض في تلك السنة، تفرد به أحمدـ وروى العوفي عن ابن عباس مثله، وهكذا قال مجاهد وأبو العالية والضحاك وغير واحد إنها أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه. وقال ابن جرير حدثني إسماعيل بن موسى، حدثنا الحسن بن عيسى الحنفي، عن معمر عن الزهري عن أبي حازم عن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إذ قال " الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاء أهل اليمن ــــ قيل يا رسول الله وما أهل اليمن؟ قال ــــ قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية " ثم رواه ابن عبد الأعلى عن ابن ثور عن معمر عن عكرمة مرسلاً. وقال الطبراني حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } حتى ختم السورة قال نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت، قال فأخذ بأشد ما كان قط اجتهاداً في أمر الآخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك

السابقالتالي
2 3 4