الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ }

قرأ الكسائي { أرَيْتَ } بسقوطِ الهمزةِ. وقد تقدَّم تحقيقُه في سورة الأنعام. وقال الزمخشري: " وليس بالاختيارِ؛ لأنَّ حَذْفَها مختصٌّ بالمضارعِ، ولم يَصِحَّ عن العرب " رَيْتَ ". والذي سَهَّلَ مِنْ أمرِها وقوعُ حرفِ الاستفهامِ في أولِ الكلامِ ونحوُه:
4656ـ صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْتَ براعٍ   رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرىٰ في العِلابِ
وفي " أَرَأَيْتَ " هذه وجهان، أحدهما: أنَّها بَصَرِيَّةُ فتتعدَّىٰ لواحدٍ وهو الموصولُ، كأنه [قال]: أبْصَرْتَ المكذِّبَ. والثاني: أنَّها بمعنى: أَخْبِرْني، فتتعدَّىٰ لاثنينِ، فقدَّره الحوفيُّ: " أليس مُسْتَحِقَّاً للعذابِ ". والزمخشريُّ " مَنْ هو ". ويَدُلُّ على ذلك قراءةُ عبدِ الله " أَرَأَيْتَك " بكافِ الخطابِ والكافُ لا تَلْحْقُ البَصَريَّةَ.