الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤمۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }

{ الۤمۤر } قال ابن عباس: معناه: أنا الله أعلم وأرى، { تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ } ، يعني: تلك الأخبار التي قصصتُها عليك آيات التوراة والإِنجيل والكتب المتقدمة، { وَٱلَّذِىۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ } ، يعني: وهذا القرآن الذي أنزل إليك، { مِن رَّبِّكَ ٱلْحَقُّ } ، أي: هو الحق فاعتصم به. فيكون محل " الذي " رفعاً على الابتداء، و " الحقُّ " خبره. وقيل: محلُّه خفض، يعني: تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل إليك، ثم ابتدأ: " الحق " ، يعني: ذلك الحق. وقال ابن عباس: أراد بالكتاب القرآن، ومعناه: هذه آيات الكتاب، يعني القرآن، ثم قال: وهذا القرآن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق. { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، قال مقاتل: نزلت في مشركي مكة حين قالوا: إن محمداً يقوله من تلقاء نفسه، فردّ قولهم ثم بين دلائل ربوبيته، فقال عَزّ من قائل: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }.