الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

قوله: { قَدْ سَمِعَ }: " قد " هنا للتوقُّع. قال الزمخشري: " لأنه عليه السلام والمجادِلَةَ كانا يتوقعان أن يَسمعَ الله مجادلتَها وشكواها، ويُنَزِّلَ في ذلك ما يُفَرِّجُ عنها. وإظهارُ الدالِ عند السينِ قراءةُ الجماعة إلاَّ أبا عمروٍ والأخوين. ويُنْقَلُ عن الكسائي أنه قال: " مَنْ بَيَّنَ الدالَ عند السين فلسانُه أعجميٌّ وليس بعربي " وهذا غيرُ مُعَرَّجٍ عليه. و " في زَوْجِها " أي في شأنِه من ظِهارِه إياها.

قوله: { وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } يجوزُ فيه وجهان، أظهرُهما: أنها عطفٌ على " تُجادِلُك " فهي صلةٌ أيضاً. والثاني: أنَّها في موضع نصبٍ على الحالِ أي: تجادِلُك شاكيةً حالَها إلى اللَّهِ، وكذا الجملةُ مِنْ قولِه: { وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ } والحاليةُ فيما أَبْعَدُ./