الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلْحَاقَّةُ } * { مَا ٱلْحَآقَّةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ }

{ ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ }؛ اسمٌ من أسماءِ القيامة، سُمِّيت به حَاقَّةٌ لأنَّها حَقَّتْ فلا كاذبةَ لها، ولأنَّ فيها حَوَّاق الأمُور وحقَائِقَها، وفيها يَحِقُّ الجزاءُ على الأعمالِ؛ أي يجبُ، يقالُ: حقَّ عليهِ الشيءُ إذا وجبَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:لَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [الزمر: 71]، ولا يكون في القيامةِ إلاَّ حقائقُ الأمور.

وقولهُ تعالى: { مَا ٱلْحَآقَّةُ } استفهامٌ بمعنى التفخيمِ لشأْنِها، كما يقالُ: زيدٌ ما هو؟ على التعظيمِ لشأنهِ، ثم زادَ في التَّهويلِ فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ }؛ أي كأنَّكَ لستَ تعلمُها إذا لم تُعاينْها، ولم تَرَ ما فيها من الأهوالِ.