الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } * { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا }

{ إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } أي: أصابها ذلك الزلزال الشديد والاهتزاز الرهيب. فالإضافة للتفخيم أو الاختصاص، بمعنى الزلزال المخصوص بها. وهي الرجة التي لا غاية وراءها. والأقرب الأول، لآيةيٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1] وقرئ بفتح الزاي. وقد قيل: هما مصدران. وقيل المفتوح اسم والمكسور مصدر. وهو المشهور { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } أي: قذفت ما في باطنها من كنوز ودفائن وأموات وغير ذلك، لشدة الزلزلة وتشقق ظهرها. كقوله:وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } [الانشقاق: 3 - 4] والأثقال جمع (ثقل) بفتحتين. وهو متاع المسافر وكل نفيس مصون. وهذا على الاستعارة. ويجوز أن يكون بكسر فسكون بمعنى: حمل البطن، على التشبيه أيضاً؛ لأن الحمل يسمى ثقلا كما في قوله تعالى:فَلَمَّآ أَثْقَلَتْ } [الأعراف: 189] قاله الشريف المرتضى في (الدرر).