الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا }

قوله: { إِذَا زُلْزِلَتِ }: " إذا " شرطٌ، وجوابُها " تُحَدِّثُ " وهو الناصبُ لها عند الجُمهورِ. وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ العاملُ فيها " يَصْدُرُ " وغيرُهم يجعلُ العاملَ فيها ما بعدَها ويَليها، وإنْ كان معمولاً لها بالإِضافةِ تقديراً، واختاره مكي، وجَعَلَ ذلك نظيرَ " مَنْ " و " ما " يعني أنَّهما يَعْملان فيما بعدَهما الجزمَ، وما بعدَهما يعملُ فيهما النصبَ، ولو مثَّل بأَيّ لكان أوضحَ. وقيل: العاملُ فيها مقدَّرٌ، أي: يُحْشَرون. وقيل: اذكُرْ، وحينئذٍ تَخْرُج عن الظرفية والشرط.

قوله: { زِلْزَالَهَا } مصدرٌ مضافٌ لفاعلِه. والمعنى: زِلْزالَها الذي تَسْتَحقه ويَقْتضيه جِرْمُها وعِظَمُها. قال الزمخشري: " ونحُوه: أكرِمِ التقيَّ إكرامَه، وأَهِنِ الفاسِقَ إهانتَه، أو زِلْزالَها كلَّه " والعامَّةُ بكسر الزايِ.

والجحدريُّ وعيسى بفتحِها. فقيل: هما مصدران بمعنىٰ. وقيل: المكسورُ مصدرٌ، والمفتوحُ اسمٌ. قال الزمخشري: " وليس في الأبنية فَعْلال بالفتح إلاَّ في المضاعَفِ " قلت: وقد جَعَلَ بعضُهم المفتوحَ بمعنى اسمِ الفاعل نحو: صَلْصَال بمعنى مُصَلْصِل، وقد تقدَّم ذلك. وقوله: " ليس في الأبنية فَعْلال " يعني غالباً، وإلاَّ فقد وَرَدَ: " ناقةٌ خَزْعال ".