الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ الۤمۤ }

الالف اشارة الى قدس فردانيته وامتناعه عن التصاق الحدث بقدمه واللام اشارة الى لطائف غيبه والميم اشارة الى غرائب ملكوته مما اخفى عن اعين الخلائق من قوة عيون اوليائه وانبيائه وايضا الالف اشارة الى اوليته واللام اشارة الى جلاله وجماله والميم اشارة الى محبته لاوليائه فى القدم وقد جرت العادة بين الاحباب التخاطب بالحروف المفردات ستراً على الاحوال وكتماً للاسرار لئلا يطلع عليها اجنبى من هذه المعانى لغير هذه المبانى كما قال قلت لها نفى قالت لى قاف لكى لا يقف العاذلون على الأسرار ونطقوا بهذه الاشارة حذراً من استشراق المترقين هكذا سنة الالهية خاطب خواص محبيه بالرموز والاشارات مثل الحروف المقطعة هى رموز من الحق لسادة انبيائه واوليائه تشريفاً لهم وتعظيماً على سائر الخلق ومن اقرب من الله تعالى فالاشارة معه ادق والرمز معه ارق الا ترى انه تعالى اسمع كليمه كلامه احسن العبارات واسمع حبيبه خطابه باجمل الاشارات قال عليه السلام: " اوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصاراً " وقيل العبارات للعموم والاشارات للخصوص وقيل الاشارة فى قوله الف اراد قيامه بكفايتك على عموم احوالك والاشارة من اللام الى لطفه بك فى خفى السر والاشارة من الميم موافقة جريان التقدير لمتعلقات الطلب من الاولياء ولا يتحرك فى العالم شئ ولا يظهر ذرة الا وهو محلى الرضا منهم واذا قرعت هذه الالفاظ اسماع المحبين تفهم حقائقها اسرارهم وتقرا معانيها من الواح الالهام ارواحهم القدسية وكل حرف منها اشارة الى اسم والاسم اشارة الى فعل والفعل اشارة الى الصفة والصفة اشارة الى الذات فاذا لقيت هذه الرموز فى قلوب العارفين رقوا مدارج الاسماء والافعال والصفات حتى يبلغوا سرادق الكبرياء فيكشف لهم معلومات السرمدية من الحق للحق فيفطنون علوم المجهولة التى ليست فى ديوان الملكوت وقيل الالف من الاحدية واللام من اللطف والميم من الملك وقال ابن عطاء ان الله جعل الاحرف سبباً متصلاً بالحاق وجعل المشكل لها سبباً متصلاً منه لها وهو سر لله يعنى الشكل لا يعلمها الا هو.