الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً }

{ وَٱلْعَـٰدِيَـٰتِ } الجمهور على أنه قسم بخيل الغزاة في سبيل الله تعالى التي تعدو - أي تجري بسرعة - نحو العدو وأصل العاديات العادوات بالواو فقلبت ياء لانكسار ما قبلها.

وقوله تعالى: { ضَبْحاً } مصدر منصوب بفعله المحذوف أي تضبح أو يضبحن ضبحاً والجملة في موضع الحال وضبحها صوت أنفاسها عند عدوها وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس الخيل إذا عدت قالت أح أح فذلك ضبحها وأخرج ابن جرير عن علي كرم الله تعالى وجهه الضبح من الخيل الحمحمة ومن الإبل التنفس وفي «البحر» ((تصويت جهير عند العدو الشديد ليس بصهيل ولا رغاء ولا نباح بل هو غير الصوت المعتاد من صوت الحيوان الذي ينسب هو إليه)) وعن ابن عباس ليس يضبح من الحيوان غير الخيل والكلاب ولا يصح عنه فإن العرب استعملت الضبح في الإبل والأسود من الحيات والبوم والأرنب والثعلب وربما تسنده إلى القوس أنشد أبو حنيفة في صفتها:
حَنَّانة من نَشَمٍ أو تألب   تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُبَاحَ الثعلبِ
وذكر بعضهم أن أصله للثعلب فاستعير للخيل كما في قول عنترة:
والخيل تكدح حين تضـ   بح في حياض الموت ضبحا
وأنه من ضبحته النار غيرت لونه ولم تبالغ فيه ويقال انضبح لونه تغير إلى السواد قليلاً وقال أبو عبيدة الضبح وكذا الضبع بمعنى العدو الشديد وعليه قيل إنه مفعول مطلق للعاديات وليس هناك فعل مقدر وجوز على تفسيره بما تقدم أن يكون نصباً على المصدرية به أيضاً لكن باعتبار أن العدو مستلزم للضبح فهو في قوة فعل الضبح ويجوز أن يكون نصباً على الحال مؤولاً باسم الفاعل بناءً على أن الأصل فيها أن تكون غير جامدة أي والعاديات ضابحات.