أما قوله تعالى: { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } ففيه وجوه: أحدها: أن الهاوية من أسماء النار وكأنها النار العميقة يهوى أهل النار فيها مهوى بعيداً، والمعنى فمأواه النار، وقيل: للمأوى أم على سبيل التشبيه بالأم التي لا يقع الفزع من الولد إلا إليها وثانيها: فأم رأسه هاوية في النار ذكره الأخفش، والكلبي، وقتادة قال: لأنهم يهوون في النار على رؤوسهم وثالثها: أنهم إذا دعوا على الرجل بالهلاك قالوا: هوت أمه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه حزناً وثكلاً، فكأنه قيل: { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوٰزِينُهُ } فقد هلك. ثم قال تعالى: { وَمَا أَدْرَاكَ ما هيه } قال صاحب الكشاف: هيه ضمير الداهية التي دل عليها قوله: { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } في التفسير الثالث: أو ضمير هاوية: والهاء للسكت فإذا وصل جاز حذفها والاختيار الوقف بالهاء لاتباع المصحف والهاء ثابتة فيه، وذكرنا الكلام في هذه الهاء عند قوله:{ لَمْ يَتَسَنَّهْ } [البقرة: 259]{ فَبِهُدَاهُمُ اقتده } [الأنعام: 90]{ مَا أَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ } [الحاقة: 28].