الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ }

أي: { قَالَ قَآئِلٌ } من إخوة يوسف الذين أرادوا قتله أو تبعيده: { لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ } فإن قتله أعظم إثماً وأشنع، والمقصود يحصل بتبعيده عن أبيه من غير قتل، ولكن توصلوا إلى تبعيده بأن تلقوه { فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ } وتتوعدوه على أنه لا يخبر بشأنكم، بل على أنه عبد مملوك آبق منكم، لأجل أن { يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ } الذين يريدون مكاناً بعيداً، فيحتفظون فيه. وهذا القائل أحسنهم رأياً في يوسف، وأبرهم وأتقاهم في هذه القضية، فإن بعض الشر أهون من بعض، والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل،.فلما اتفقوا على هذا الرأي.