الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ }؛ معناهُ: وأنفِقُوا الأموالَ في الزَّكاة والجهادِ وغيرهما من الحقوقِ الواجبة من قبلِ أن يأتِيَ أحدَكم الموتُ فيعلم أنه ميِّت، { فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ }؛ في الدُّنيا؛ أي يتمَنَّى القليلَ من التأخيرِ ليتصَدَّق به ويكون من الصَّالِحين بالتلافِي والتوبةِ واستئناف العملِ الصالح، ولاَ ينفعهُ تَمَنِّيهِ عند ذلك، والمعنى: إنه يستزيدُ في أجَلهِ حتى يتصدَّقَ ويُزَكِّي.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }؛ قِِيْلَ: إنَّ معناه وأحجُّ، عن ابنِ عبَّاس. وقوله: { وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } على قراءةِ مَن جزمَ عطفَهُ على موضعِ { فَأَصَّدَّقَ } لأنه على معنى إنْ أخرَجتَني أصَّدَّقُ وأكُنْ، ولولا الفاءُ لكان فأَصَّدَّقْ مجزومٌ، ومن قرأ (وَأكُونُ) فهو عطفٌ على لفظ { فَأَصَّدَّقَ }. وانتصبَ قوله تعالى { فَأَصَّدَّقَ } لأنه جوابُ التَّمنِّي، فالفاءُ وأصله: فَأَتَصَدَّقَ.