الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً }

قوله: { قَمْطَرِيراً }: القَمْطَرير: الشديدُ. وأصلُه كما قال الزجاج: " مُشتقٌّ من اقْمَطَرَّت الناقةُ: إذا رفعَتْ ذَنَبها، وجمعَتْ قُطْرَيْها، وزَمَّتْ بأَنْفِها. قال الزمخشري: " فاشتقَّه من القَطْر، وجعل الميمَ مزيدةً. قال أسد بن ناعصة:
4444ـ واصْطَلَيْتُ الحروبُ في كلِّ يومٍ   باسِلِ الشَّرِّ قَمْطَرِيرِ الصَّباحِ
قال الشيخ: " واختلف النحاةُ في هذا الوزن، والأكثرُ لا يُثْبِتُ افْمَعَلَّ في أوزان الأفعالِ " ويقال: اقْمَطَرَّ يَقْمَطِرُّ فهو مُقْمَطِرٌّ، قال الشاعر:
4445ـ تَلْزُبُ العقربُ تَزْبَئِرُّ   تكسو استَها لحماً وتَقْمَطِرُّ
ويومٌ قَمْطرير وقُماطر بمعنى: شديد. قال الشاعر:
4446ـ فَفِرُّوا إذا ما الحربُ ثارَ غبارُها   ولَجَّ بها اليومُ الشديدُ القُماطِرُ
وقال الزجَّاج: " القَمْطَرِيرْ " الذي يَعْبَسُ حتى يجتمعَ ما بين عينَيْه " انتهى. فعلى هذا استعمالُه في اليومِ مجازاً. وفي بعض كلامِ الزمخشري أنه جَعَلَه من القَمْط، فعلى هذا تكون الراءان فيه مزيدتَيْن.