الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَٱمْتَحِنُوهُنَّ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّآ أَنفَقُواْ وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَآ آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلاَ تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ ٱلْكَوَافِرِ وَاسْأَلُواْ مَآ أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُواْ مَآ أَنفَقُواْ ذَلِكُمْ حُكْمُ ٱللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَآءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ } التذكير للفصل والتأنيث ولو كان اصلا لكن قد تجتمع القراء على مرجوح كالتذكير في وجمع الشمس أو لان المؤمنات نعت لاسم الجنس أي النساء المؤمنات واستدل الكفويون بالاية وغيرها على جواز اسقاط التاء من فعل جمع المؤنث السالم نحو قام الهندات، قاله ابن هشام وسماهن مؤمنات لتصديقهن بالسنتهن مع عدم ظهور ما ينافي التصديق ولانهن مشارفات ومقاربات لثبات الايمان بالامتحان كما قال { فَامْتَحِنُوهُنَّ } اختبروهن بالحلف على الايمان. وبالنظر في الامارات ليغلب على ظنونكم صدق ايمانهن وكان صلى الله عليه وسلم يقول للممتحنة بالله الذي لا إله إلا هو ما خرجت من بعض زوج وعشق رجل ولا رغبة عن أرض الى أرض بالله ما خرجت التماس دنيا بالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله. وعن ابن عباس الامتحان ان تستخلف ما خرجت عن بغض زوج ولا رغبة عن أرض الى أرض ولا لحدث احدثته ولا التماس دنيا وما خرجت إلا محبة في الاسلام وحبا لله ولرسوله { اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ } منكم لانه المطلع على ما في الضمير ولا تكلفون علم الغيب. { فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ } العلم الذي تبلغه طاقتتكم ويمكنكم تخليصه وهو الظن الغالب بالحلف وظهور الامارات وهذا يجب العمل به كالعلم ولذا اسماه علما { فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الكُفَّارِ } أزواجهن الكفار بدليل { لاهُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ } نص في حصول الفرقة قال ابن هشام أخبر بالحل عن الجمع لانه مصدر يقال حل حلا والمصدر إذا نعت به أو اخبر ووصل أو كان حالا لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث فيقدر مضاف أي ذوات حل أو يأول بالوصف أي حلال وقد يقع حلال مصدرا ويجوز كون حلال وصفا انتهى بزيادة. { وَلاهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } تكرير للمبالغة والمطابقة وانهم حرموا عليهن كما حرمن عليهم وبدليل { وَأَتُوهُم } اعطوهم أي ازواجهن { مَّا أَنفَقُوا } من المهور عليهن " نزلت تلك الآية في سبيعة بنت الحارث الهلالية الاسملية وذلك انه صلى الله عليه وسلم عام الحديبية صالح المشركين على يد سهيل بن عمرو العامري على ان ما جاء منهم رده ومن جاء منه لم يردوه عليه وكره كثير من المسلمين ذلك وامسكوا هيبة له صلى الله عليه سلم ولما قفل راجعا لحقته امرأة منهم من المشركين فنادته يا محمد يا محمد إني قد جئتك مؤمنة بالله ومصدقة بما جئت به فقبل عنها ولما بلغ الروحاء لحقه وفد المشركين مع زوجها كافار قيل هو عبدالله بن النباش وقيل مسافر المخزومي وقيل صيفي بن الراهب فقالوا يا محمد لم يجف طين كتابك حتى غدرت فهم النبي صلى الله عليه وسلم بردها فنزل جبريل وقال اقرأ يا محمد يا ايها الذين آمنوا إذا جاءكم الخ … ".

السابقالتالي
2 3