الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً }

{ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا } هذا تكرير لذكر الوعيد. { فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ } لتنجو من ذلك العذاب. { الَّذِينَ آمَنُوا } نعت أو عطف بيان الأُولى لا بدل لعدم أن يحل محل أولى لأَنه مقرون بأَل والمقرون بها لا يدخل عليه حرف النداء إِلا ما خص إِلا أنه لا يلزم حلول البدل محل المبدل منه دائماً إِذ قد يخرج عن ذلك ناداهم الله عز وجل ليتنبهوا إِلى قوله.

{ قَدْ أنزَلَ اللهُ إِليْكُمْ } أرسل، عبر عن الإِرسال بالإِنزال ترشيحاً لتسميته - صلى الله عليه وسلم - ذكراً على استعارة الذكر له أو على التجوز الإِرسالى لعلاقة التسبب لأَن الإِرسال مسبب عن الإِنزال فأَنزل مجاز مرسل.

{ ذِكْرًا } أى نبأً عظيمًا كثير الذكر وعظيمه كأَنه نفس الذكر لتكثيره تلاوة القرآن، أو اسم مصدر بمعنى التذكير كأَنه نفس التذكير لتكثيره وتعظيمه، أو يقدر ذا ذكر أو يؤول بذاكر أو مذكر، وقيل ذكراً جبريل وتذكير النبى تذكير من جبريل إِلا أنه لا يوصف جبريل بكثرة قراءة القرآن لأَنه ما له منها إِلا نزولها على لسانه والتنكير على كل حال للتعظيم.