{ كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ } أي من أخبار ما قد مضى { وَقَدْ آتَيْنَاكَ } أعطيناك { مِن لَّدُنَّا } من عندنا { ذِكْراً } يعني القرآن { مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ } عن القرآن لم يؤمن به { فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً } ثقلا يعني الإثم { خَالِدِينَ فِيهِ } أي في ثواب ذلك الوزر وهي النار { وَسَآءَ لَهُمْ } أي وبئس لهم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً } يعني ما يحملون على ظهورهم من الوزر. قال محمد حملا منصوب على التمييز المعنى ساء الوزر لهم يوم القيامة حملا وسمى الوزر حملا لأن صاحبه يحمل به ثقلا. { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } والصور قرن ينفخ فيه صاحب الصور فينطلق كل روح إلى جسده تجعل الأرواح كلها في الصور فإذا نفخ فيه خرجت الأرواح مثل النحل كل روح إلى جسده { وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين هذا حشر إلى النار { يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } أي مسودة وجوههم { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ } أي يتسارون { إِن لَّبِثْتُمْ } في الدنيا { إِلاَّ عَشْراً } يقللون لبثهم في الدنيا. قال محمد الخفوت أصله في اللغة السكون يقال خفت الكلام وخفت الدعاء إذا سكن { إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } أي أعقلهم قال محمد يعني أعقلهم عند نفسه وأعلمهم بما يقول. { إِن لَّبِثْتُمْ } أي ما لبثتم { إِلاَّ يَوْماً } قال قتادة هي مواطن قالوا إلا عشرا وإلا يوما{ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [المؤمنون: 113] وقال{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [الروم: 55] يحلف المجرمون{ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ } [الروم: 55] أي في الدنيا وذلك لتصاغر الدنيا عندهم وقلتها في طول الآخرة.