الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلآخِرَةِ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }

قال الله تعالى { ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } ذلك اليوم يجمع العارفون لموقف رؤية الجلال وشهودهم مشاهد الكبرياء والعظمة ويجمع المحبون لمقام مشاهدة الجمال وشهودهم لقاء البقاء ويجمع الموحدون لرؤية القدم وشهود الازل وهم صبار لا يزالون عن طوارق القدرة وسطوة العظمة لانهم فى الدنيا اهل جمع واهل شهود قال ابو سعيد الخراز من عاشق فى حقيقة عين الجمع لم يهله ما جمعوا له من ذلك المقام ومن كان فى كشف المشاهدة لم يتعجب من شهود ذلك اليوم لانه كان مكشوفا عن ذلك وهذا معنى قوله { ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ } الآية وقال يحيى بن معاذ الايام منه يوم مفقود ويوم مشهود ويوم مورود ويوم موعود ويوم ممدود فاليوم المفقود امسك فاتك على ما فرطت فيه واليوم المشهود يومك فتزود منه ما استطعت واليوم المورود لا تدرى هو لك ام انت له لعله ليس من ايامك وهو غدك فلا تشغل به ولا تهتم له واليوم الموعود فاجعله من بالك واذكره على كل احوالك واعمل له فانه اخر ايامك ويوم ممدود يوم يقوم الناس لرب العالمين فانظر لنفسك لوقوف ذلك وجواب السؤال.