الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }

قوله تعالى { وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ } بين الله سبحانه فى هذه الاية ان امر النبوة ليس من طبائع الخلق والخليقة ولا للاكتساب فيه مدخل انما يتعلق باصطفايته ازليته واجتبائه ابديته وبين موضع السهو والنسيان الانسانى وبين ان التنزيه عن الغلط والسهو لا يكون الا لله تعالى وعرفه عجز الخليفة عن ادراك قدس الازلية والخروج عن علة البشرية بالكلية وادبه ليلقى ازمة الامر الى مراد الله ولا يزيد الا ما يريد قال ولا تجادل اى ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم وحظوظها على مراد الله ومحبته وخيانتهم مع انفسهم انهم عاهدوا مع الله ان يبذلوا نفوسهم اليه ليفعل بها ما يشاء ليربيها بحسن قربته وحلاوة وصلته فلما اعطوا حظوظها نقضوا عهد الاول والقوا انفسهم فى ظلمات هواها حتى بقيت فى الحجاب عن الوصول الى العهد الاول وهذا غاية الخيانة مع النفس قال بعضهم خيانة النفس اتباع مرادها وترك نصيحتها قال الحسن بن على الدامغانى من خان الله فى السر هتك سره فى العلانية.