الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً }

{ يَوْمَئِذٍ } يوم إذ نسفنا الجبال { يَتْبِعُونَ } أى الناس بعد قيامهم من قبورهم ومن حيث كانوا. { الدَّاعِىَ } إسرافيل يقف على صخرة ببيت المقدس أو بين السماء والأرض هنالك ويدعو فى الصور أيتها العظام البالية، والجلود المتمزقة، واللحوم المتفتقة هلموا إلى عرض الرحمن فيجئ الناس من كل جهة إلى جهة الصوت فهذا هو اتباع الداعى. ويوم متعلق بيتبعون. قيل أو بدل من يوم القيامة بعد بدل وليس بشئ لأنه على الإبدال ينقطع عما بعده فلا تفيد الآية أن الاتباع يكون يومئذ { لاَ عِوَجَ لَهُ } أى لا عوج للداعى يأتيه من المدعوين لا يقدر أن يميل عنه إلى جهة، ولا يقدر أن يقف فى المكان الذى بعث منه أو غيره. وقيل الهاء للاتباع لا يقدرون أن لا يتبعوا. وقيل المراد لا شك فى الداعى أو فى الاتباع أخبرنا أنه لا بد واقع. { وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ } خضعت لمهابته. وقيل خشعت أصحاب الأصوات { فَلاَ تَسْمَعُ إلاّ هَمْسًا } صوتاً خفيًّا. وقيل خشوع الأصوات بسكونها وعدمها. والهمس حركة أقدامهم فى المشى إلى الحشر كصوت أخفاف الإبل فى مشيها. وقال ابن عباس الهمس تحريك الشفاه من غير نطق. وروى منه أنه وطء الأقدام. وقراءة أبىّ لا ينطقون إلا همسا ظاهرة فى أنهم ينطقون.