الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }

يقول تعالى ذكره: من هذا الذي ينفق في سبيل الله في الدنيا محتسباً في نفقته مبتغياً ما عند الله، وذلك هو القرض الحسن، يقول: فيضاعف له ربه قرضه ذلك الذي أقرضه، بإنفاقه في سبيله، فيجعل له بالواحدة سبع مئة. وكان بعض نحويّي البصرة يقول في قوله: { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً } فهو كقول العرب: لي عندك قرض صدق، وقرض سَوْء إذا فعل به خيراً وأنشد ذلك بيتاً للشنفري:
سَنجْزِي سَلامانَ بنَ مُفْرِجَ قَرْضَها   بِمَا قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ فأزَلَّتِ
{ وَلَهُ أجْرٌ كَرِيمٌ } يقول: وله ثواب وجزاء كريم، يعني بذلك الأجر: الجنة، وقد ذكرنا الرواية عن أهل التأويل في ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته.