الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ } خبر مبتدأ محذوف، أي: دأب هؤلاء في الكفر كدأب آل فرعون. والدأب (بالسكون، ويحرّك) مصدر دأب في العمل إذا كدح فيه، فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله، مجازاً، يقال: هذا دأبك أي: شأنك وعملك، قال الأزهريّ عن الزجّاج في هذه الآية: أي: كأمر آل فرعون، كذا قال أهل اللغة. قال الأزهريّ: والقول عندي فيه - والله أعلم - أن دأبهم هنا اجتهادهم في كفرهم وتظاهرهم على النبيّ صلى الله عليه وسلم، كتظاهر آل فرعون على موسى عليه الصلاة والسلام؛ يقال: دأبت أدأب دأباً ودؤوباً إذا اجتهدت في الشيء - انتهى - قال أبو البقاء: وفي ذلك تخويف لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل آل فرعون من الأمم الكافرة، فالموصول في محل جر عطف على ما قبله { كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } بيان وتفسير لدأبهم الذي فعلوا على طريقة الاستئناف المبنيّ على السؤال المقدر { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } أي: عاقبهم وأهلكهم بسببها. { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي: الأخذ بالذنب. فيه تهويل للمؤاخذة وزيادة تخويف للكفرة.