الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ }

قوله: { يُبَصَّرُونَهُمْ }: عُدِّي بالتضعيفِ إلى ثانٍ وقام الأولُ مَقامَ الفاعلِ. وفي محلِّ هذه الجملةِ وجهان،/ أحدُهما: أنَّها في موضعِ الصفةِ لحَميم. والثاني: أنها مستأنفةٌ. قال الزمخشري: " فإنْ قلتَ: ما موقعُ " يُبَصَّرُونْهم "؟ قلت: هو كلامٌ مستأنفٌ، كأنَّه لَمَّا قال: لا يَسْأل حَميمٌ حَميماً قيل: لعلَّه لا يُبَصَّرُه. فقيل: يُبَصَّرُونهم ". ثم قال: " ويجوزُ أَنْ يكونَ " يُبَصَّرُونهم " صفةً، أي: حميماً مُبَصَّرين مُعَرِّفين إياهم " انتهى. وإنما جُمِع الضميران في " يُبَصَّرُونهم " وهما للحميمَيْن حَمْلاً على معنى العموم لأنهما نكرتان في سياقِ نَفْي. وقرأ قتادةُ " يُبْصِرُونهم " مبنياً للفاعل مِنْ أَبْصَرَ، أي: يُبْصِرُ المؤمنُ الكافرَ في النار. وتقدَّمَتْ القراءةُ في " يومئذٍ " فتحاً وجَرَّاً في هود. والعامَّةُ على إضافة " عذاب " لـ " يَوْمِئذ " ، وأبو حيوةَ بتنوينِ العذاب، ونَصْبِ " يَوْمئذٍ " على الظرف. وقال الشيخ هنا: " الجمهورُ بكسرِها، أي: ميم يومِئذ، والأعرج وأبو حيوة بفتحِها " انتهى. وقد تقدَّم أنَّ الفتح قراءةُ نافعٍ والكسائيِّ.