الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }

قال: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ } بدء خلق الأرض إنما كانت طينة في موضع بيت المقدس قبل أن يبسطها الله، ثم استوى إلى السماء [يعني عمد لها وقصد] وهي ملتزقة بالأرض في تفسير الحسن؛ وهو قوله:كَانَتَا رَتْقاً } أي ملتزقةفَفَتَقْنَاهُمَا } [الأنبياء:30] أي: فتق إحداهما عن الأخرى، فكان خلق الأرض قبل خلق السماء، أي: بسطها، فقال لهما: اذهبي أنت كذا واذهبي أنت كذا. ويقال: دُحِيت الأرض: أي بُسطت من مكة، وقدّر فيها أقواتها.

قال مجاهد: كان البيت قبل الأرض بألفي عام، ومدّت الأرض من تحته، وقدر فيها أقواتها. وهو قوله:أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } [النازعات:27-33] يعني أرزاقكم، فخلق الأرض في يومين وأقواتها في يومين.

قال: { فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا } على وجه السخرة والقدرة. قال هذا لهما قبل خلقه إياهما، وهو كلام فيه تقديم وتأخير. { قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } يعني بما فيهما.