* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد
{ وَ }: اذكر، { أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي }: بأني { مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ }: الشدة، { وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ }: كان رُوميًّا ذا أموال وأولاد كثيرةٍ، فهلك الكل وابتلى بجسده ثمانية عشر سنة بحيث ما سلم إلَّا قلبه ولسانه ونفر عنه الخلق إلا زوجته، فشكر وصبر ثم دعا كذلك، { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ }: دعاءه الضمني، { فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ }: بإحيائهم { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ }: ولد منه نوافل ضعف ما كان وزيد في شباب زوجته، { رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا }: عليه، روي أنه أمطر الذهب على مخزن قمحه، والفضة على مخزن شعيره حتى فاضَا { وَذِكْرَىٰ }: تذكرة، { لِلْعَابِدِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا ٱلْكِفْلِ }: إلياس أو يوشع أو رجل صالح، { كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا }: النبوة، { إِنَّهُمْ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }: كما مرَّ { وَذَا ٱلنُّونِ }: صاحب الحوت يونس { إِذ ذَّهَبَ }: من قومه بلا أمر منا { مُغَاضِباً }: لهم لإضرارهم، { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ }: نضيق ]أو[ نقضي، { عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ }: بطن الحوت والبحر الليل { أَن }: بأن { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }: بالمبادرة إلى المهاجرة { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ }: دعاءه الضمني { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ }: الانتقام أو الخطيئة، بعد أربعين يوماً، قذفه الحوتُ في الساحل سالما، { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ }: إذا دعونا بهذا الدعاء، أو في الشدة { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً }: بلا ولدٍ { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ }: الباقي بعد فناء كلهم، { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ }: للولادة، { إِنَّهُمْ }: الأنبياء المذكورون أو زكريا وأهله، { كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ }: القربات، { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً }: راغبين في رحمتنا { وَرَهَباً }: راهبين من غضبنا، { وَكَانُواْ لَنَا }: فقط، { خاشِعِينَ * وَ }: اذكر مريم { ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا }: حفظته من الوطء، { فَنَفَخْنَا }: في عيسى روحه، { فِيهَا }: في جوفها أجرينا فيه إجراء الهواء بالنفخ، { مِن }: جهة، { رُّوحِنَا }: جبريل، { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً }: أي: حبها دلالة على كمال قدرتنا، { لِّلْعَالَمِينَ }: وهي حملها بلا فحل { إِنَّ هَـٰذِهِ }: ملة الإسلام، { أُمَّتُكُمْ }: ملتكم أيها المخاطبون، { أُمَّةً }: ملة، { وَاحِدَةً }: حال لازمة، أي: لا يختلف فيها الأنبياء، { وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوۤاْ }: أي: تفرق بعض المخاطبين، { أَمْرَهُمْ }: أمر دينهم، { بَيْنَهُمْ }: كاليهود والنصارى، { كُلٌّ }: منهم { إِلَيْنَا رَاجِعُونَ }: فنجازيهم، { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِه }: استعارة لمنع الثواب كالشكر في إعطائه، { وَإِنَّا لَهُ }: لسعيه، { كَاتِبُونَ }: في صحيفته { وَ }: العمل المذكور { حَرَامٌ }: ممتنع، { عَلَىٰ }: أهل، { قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَآ }: حكمنا بإهلاكها { أَنَّهُمْ }: لأنهم، { لاَ يَرْجِعُونَ }: بالتوبة، أو حرام بمعنى واجب أو بمعناه، ولا صلة وأنهم إلى آخره خبره، { حَتَّىٰ }: غاية الامتناع، { إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ }: أي: سدهم، وحاصله لا يتوبون إلى مشاهدة أمارات القيامة، { وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ }: مرتفع من الأرض، { يَنسِلُونَ }: يسرعون، أراد كثرتهم، { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ }: القيامة، { فَإِذَا هِيَ }: القصَّة، { شَاخِصَةٌ }: مفتوحة لا تطرف خبره: { أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: قائلين: { يٰوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي }: الدنيا في، { غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا }: اليوم { ذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }: بتكذيب الرسل، إذ نبهونا به، { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ }: إلا ما سيستثنى، { مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ }: وقود، { جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ }: المعبودون، { آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ }: من العابد والمعبود إلا ما استثنيَ { فِيهَا خَالِدُونَ }: إهانة لعابديهم { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ }: أنبين وتنفس شديد، { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ }: زفير غيرهم لشدة عذابهم، { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا }: الخصلة، { ٱلْحُسْنَىٰ }: من السعادة، فخرج نحو عزير، { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا }: عن جهنم، { مُبْعَدُونَ }: يعني بعد الورود بقوله تعالى: