الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ٱلْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوۤاْ آمَنَّا وَٱشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }

اللغة: الوحي إلقاء المعنى إلى النفس على وجه يخفى ثم ينقسم فيكون بإرسال الملك ويكون بمعنى الإلهام قال الشاعر:
الحَمْدُ للهِ الّذِي اسْتَقَلَّتِ   
بإذْنِهِ السَّماءُ وَاطْمَأَنَّتِ   
أَوْحى لَهَا القَرارَ فَاسْتَقَرَّتِ   
أي ألقى إليها ويروى " وحى لها القرار " والفرق بين أوحى ووحى من وجهين أحدهما: أن أوحى بمعنى جعلها على صفة ووَحى بمعنى جعل فيها معنى الصفة لأن أفعل أصله التعدية. وقيل: إنهما لغتان والحواري خالصة الرجل وخلصاؤه من الخبز الحُوَّاري لأنه أخلص لُبَّه من كل ما يشوبه وأصله الخلوص ومنه حار يحور إذا رجع إلى حال الخلوص ثم كثر حتى قيل: لكل راجع. المعنى: ثُمَّ بَيَّن سبحانه تمام نعمته على عيسى. فقال { وإذ أوحيت } أي واذكر إذ أوحيت { إلى الحواريين } أي ألهمتهم. وقيل: ألقيت إليهم بالآيات التي أريتهم إياها ومضى الكلام في الحواريين في سورة آل عمران وهم وزراء عيسى عن قتادة وأنصاره عن الحسن { أن آمنوا بي وبرسولي } أي صدّقوا بي وبصفاتي وبعيسى أنه عبدي ونبيّي { قالوا } أي قال الحواريون { آمنا } أي صدّقنا { واشهد } يا الله { بأننا مسلمون }