الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ ٱلْحَامِدُونَ ٱلسَّائِحُونَ ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال: من مات على هذه التسع فهو في سبيل الله { التائبون العابدون } إلى آخر الآية.

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: الشهيد من كان فيه التسع خصال { التائبون العابدون } إلى قوله { وبشر المؤمنين }.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله { التائبون } قال: تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق. وفي قوله { العابدون } قال: عبدوا الله في أحايينهم كلها، أما والله ما هو بشهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين ولكن كما قال العبد الصالحوأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً } [مريم: 31] وفي قوله { الحامدون } قال: يحمدون الله على كل حال في السراء والضراء. وفي قوله { الراكعون الساجدون } قال: في الصلوات المفروضات. وفي قوله { الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر } قال: لم يأمروا بالمعروف حتى ائتمروا به، ولم ينهوا الناس عن المنكر حتى انتهوا عنه. وفي قوله { والحافظون لحدود الله } قال: القائمون بأمر الله عز وجل { وبشر المؤمنين } قال: الذين لم يغزوا.

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله { التائبون } قال: من الشرك والذنوب { العابدون } قال: العابدون لله عز وجل.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { التائبون } قال: الذين تابوا من الشرك ولم ينافقوا في الإِسلام { العابدون } قال: قوم أخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم { الحامدون } قال: قوم يحمدون الله على كل حال { السائحون } قال: قوم أخذوا من أبدانهم صوماً لله عز وجل { والحافظون لحدود الله } قال: لفرائضه من حلاله وحرامه.

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { العابدون } قال: الذين يقيمون الصلاة.

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله على السراء والضراء ".

وأخرج ابن المبارك عن سعيد بن جبير قال: إن أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله على كل حال، أو قال: في السراء والضراء.

وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الأمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال ".

وأخرج ابن جرير عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السائحين، قال " هم الصائمون " ".

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال: كلما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون.

السابقالتالي
2 3