الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }

{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } لتنبيه المنعمين الكافرين بانعم الله { قَرْيَةً } حال قرية { كَانَتْ آمِنَةً } من كلّ ما يخاف من بطش الاعداء وضيق المعيشة وآلام الابدان وغموم النّفوس { مُّطْمَئِنَّةً } لا يزعج اهلها مزعج { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً } واسعاً { مِّن كُلِّ مَكَانٍ } ما يوجد فيه وتحتاج القرية اليه { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ } بالغفلة عن المنعم والبطر بالنّعم بدل الخضوع للمنعم { فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ } جزاء لكفرانهم وبطرهم والجوع استعارة بالكناية او قرينة للاستعارة التّحقيقيّة فى اللّباس او تشبيه من قبيل لجين الماء وكذا الاذاقة امّا استعارة تحقيقيّة او ترشيح لاستعارة الجوع { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } من الكفران والبطر وقد ذكر فى الاخبار انّ هذه القرية كانت كثيرة النّعم حتّى كانوا يستنجون بالعجين ويقولون: انّه الين فأجدبت حتّى احتاجوا الى اكل ما كانوا يستنجون به.