{ لَيْسُوا سَوَاءً، مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَةٌ قَآئِمَةٌ } روي عن ابن عباس أن سبب نزولها أنه أسلم عبد الله ابن سلام وجماعة معه، فقالت أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلاّ شرارنا، فأنزل الله تعالى: { لَيسُوا سَوَاءً } إلى قوله: { وأولئك مِنَ الصَّالِحِينَ }. { أمةٌ قَائِمَةٌ } فيه ثلاث تأويلات: أحدها: عادلة، وهو قول الحسن، وابن جريج. والثاني: قائمة بطاعة الله، وهو قول السدي. والثالث: يعني ثابتة على أمر الله تعالى، وهو قول ابن عباس، وقتادة، والربيع. { يَتْلُونَ ءَايَاتِ اللهِ ءَانآءَ اللَّيْلِ } فيه تأويلان: أحدهما: ساعات الليل، وهو قول الحسن، والربيع. والثاني: جوف الليل، وهو قول السدي. واختلف في المراد بالتلاوة في هذا الوقت على قولين: أحدهما: صلاة العَتْمَة، وهو قول عبد الله بن مسعود. والثاني: صلاة المغرب والعشاء، وهو قول الثوري. { وَهُمْ يَسْجُدُونَ } فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: يعني سجود الصلاة. والثاني: يريد الصلاة لأن القراءة لا تكون في السجود ولا في الركوع، وهذا قول الزجاج، والفراء. والثالث: معناه يتلون آيات الله أناء الليل وهم مع ذلك يسجدون. { مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ } اختلفواْ في سبب نزولها على قولين: أحدهما: أنها نزلت في أبي سفيان وأصحابه يوم بدر عند تظاهرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنه نزلت في نفقة المنافقين مع المؤمنين في حرب المشركين على جهة النفاق. وفي الصّرِّ تأويلان: أحدهما: هو البرد الشديد، وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، والسدي. والثاني: أنه صوت لهب النار التي تكون في الريح، وهو قول الزجاج، وأصل الصّر صوت من الصرير. { أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } فيه تأويلان: أحدهما: معناه أن ظلمهم اقتضى هلاك زرعهم. والثاني: يعني أنهم ظلموا أنفسهم بأن زرعواْ في غير موضع الزرع وفي غير وقته فجاءت ريح فأهلكته فضرب الله تعالى هذا مثلاً لهلاك نفقتهم.