الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَمَرْيَمَ ٱبْنَتَ عِمْرَانَ ٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ ٱلْقَانِتِينَ }

{ وضَربَ اللَّهُ مَثلاً للذينَ آمنوا امرأةَ فِرْعونَ } قيل اسمها آسية بنت مزاحم.

{ إذْ قالت رَبِّ ابْنِ لي عندك بيتاً في الجنة } قال أبو العالية: اطّلع فرعون على إيمان امرأته فخرج على الملأ فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم؟ فأثنوا عليها، فقال لهم: فإنها تعبد ربّاً غيري، فقالوا له: اقتلْها، فأوتد لها أوتاداً فشد يديها ورجليها، فدعت آسية ربها فقالت: " رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة " الآية، فكشف لها الغطاء فنظرت إلى بيتها في الجنة، فوافق ذلك حضور فرعون، فضحكت حين رأت بيتها في الجنة، فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها، فعذبها وهي تضحك وقُبض روحها.

وقولها: { وَنَجِّني مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِه } فيه قولان:

أحدهما: الشرك.

الثاني: الجماع، قاله ابن عباس.

{ وَنجِّني من القوم الظالمين } فيهم قولان:

أحدهما: أنهم أهل مصر، قاله الكلبي.

الثاني: القبط، قاله مقاتل.

{ ومريمَ ابنَةَ عِمرانَ التي أحْصَنَتْ فَرْجَهَا } قال المفسرون:

إنه أراد بالفرج الجيب لأنه قال { فنفخنا فيه مِن رُوحنا } وجبريل إنما نفخ في جيبها، ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها.

{ وصَدَّقَتْ بكلماتِ رَبِّها وكُتُبِه } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أن " كلمات ربها " الإنجيل، و " كتبه " التوراة والزبور.

الثاني: أن " كلمات ربها " قول جبريل حين نزل عليها { إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً } ، { وكتبه } الإنجيل الذي أنزله من السماء، قاله الكلبي.

الثالث: أن " كلمات ربها " عيسى، و " كتبه " الإنجيل، قاله مقاتل.

{ وكانت من القانتين } أي من المطيعين في التصديق.

الثاني: من المطيعين في العبادة.