الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات } منصوب باضمارا ذكر تفخيما لذلك اليوم اى اذكر وقت رؤيتهم يوم القيامة على الصراط { يسعى نورهم } حال من مفعول ترى اى نور ايمانهم وطاعتهم والسعى المشى السريع وهو دون العدو ويستعمل للجد فى الامر خيرا كان او شرا واكثر مايستعمل فى الافعال المحمودة { بين ايديهم وبأيمانهم } جمع يمين بمعنى الجارحة والمراد جهة اليمين وبين ظرف للسعى قال ابو الليث يكون النور بين أيديهم وبأيمانهم وعن شمائلهم الا أن ذكر الشمال مضمر وقال فى فتح الرحمن وخص بين الايدى بالذكر لانه موضع حاجة الانسان الى النور وخص ذكر جهة اليمين تشريفا وناب ذلك مناب ان يقول وفى جهاتهم وفى كشف الاسرار لان طريق الجنة يمنة وتجاههم وطريق اهل النار يسرة ذات شمال وفى الحديث " بينا انا على حوضى انادى هلم اذا اناس اخذتهم ذات الشمال فاختلجوا دونى فأنادى الا هلم فيقال انك لاتدرى مااحدثوا بعدك فأقول سحقا " يقول الفقير ذكر بين الايدى اشارة الى المقربين الذين هم وجه بلا قفا ظاهرا وباطنا فلهم نور مطلق يضيىء من جميع الجهات وذكر الايمان اشارة الى اصحاب اليمين الذين هم وجه من وجه وقفا من وجه آخر فنورهم نور مقيد بايمانهم واما اصحاب الشمال فلا نور لهم اصلا لانهم الكفرة الفجرة فلذا طوى ذكر الشمال من البين از اين مسعود منقولست كه نورهركسى بقدر عمل ورى بود نور يكى از صنعا باشد تابعدن وادنى نورى آن بودكه صاحبش قدم خود رابيند بارى هيج مؤمن بى نور نباشد، وقال منهم من يؤتى نوره كالنخلة ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم وأدناهم نورا يؤتى نوره على ابهام قدميه فيطفأ مرة ويتقد اخرى فاذا ذهب بهم الى الجنة ومروا على الصراط يسعى نورهم جنيبا لهم ومتقدما ومرورهم على الصراط على قدر نورهم هم فمنهم من يمر كطرف العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب ومنهم من يمر كشد الفرس والذى أعطى نوره على ابهام قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه ويقف مرة ويمشى اخرى وتصيب جوارحه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص وكما ان لهم يوم القيامة نورا يسعى بين أيديهم وبايمانهم فاليوم لهم فى قلوبهم نور يهتدون به فى جميع الاحوال ويبدوا أيضا فى بشرتهم فمن ظهر له ذلك النور انقاد له وخضع وكان من المقربين ومن لم يظهر له ذلك تكبر عليه ولم يستسلم وكان من المنكرين وحين تعلق نظر عبدالله بن سلام الى وجه النبى عليه السلام آمن به وقال ماهو بوجه كذا وكذاب اضرابه بخلاف أبى جهل واحزابه قال بعض الكبار نور الايمان كناية عن تمكن اجتهادهم وسعيهم الى الله بالسير والسلوك وذلك لان قوة الانسان فى يمينه وبها يعرف اليمين من الشمال { بشراكم اليوم جنات } اى تقول لهم الملائكة الذين يتلقونهم بشراكم اى ماتبشرون به اليوم جنات او بشراكم دخول جنات فحذف المضاف واقيم مقامه المضاف اليه فى الاعراب { تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك } اى ماذكر من النور والبشرى بالجنات المخلدة { هو الفوز العظيم } الذى لاغاية ورآءه لكونهم ظفروا بكل ماأرادوا قال الكاشفى رستكارىء بزركست جه از همه جان مقدس فداى ديدارت