الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ } قال محمد بن اسحاق هو لقمان بن باعوراء بن تاروخ وهو آزر وقيل هو ابن ناصر بن آزر فلقمان من اولاد آزر وقال وهب كان ابن اخت ايوب عليه السلام وقيل ابن اخيه وقال مقاتل كان ابن خالة ايوب وقيل هو ابن عثمان بن بشرون وقال مجاهد كان عبدا اسود عظيم الشفتين مشقوق القدمين. قيل كان قريبا من سودان مصر وقيل كان من النوبة. وعن خالد كان عبدا حبشيا نجارا وعن سعيد بن المسيب كان خياطا من سودان مصر وفي رواية عنه كان نوبيا مشقوق الرجلين عظيم الشفتين وكذا روي عن ابن عباس وجماعة وروي انه كان راعيا. وعن الاوزاعي عن عبدالرحمن بن حرملة ان اسود جاء الى سعيد بن المسيب فقال له لا تحزن من اجل انك اسود فانه من خير الناس ثلاثة من السودان بلال ومهجع مولى عمر بن الخطاب ولقمان الحكيم قيل ورابعهم النجاشي وكان لقمان قاضيا في بني اسرائيل وروي انه عاش الف سنة وقال ابن العماد انه عبد البلخشخاش يعني انه عبد لانسان من بني الخشخاش روي ان داود عليه السلام ادركه واخذ عنه العلم وكان يفتي ويقضي بين بني اسرائيل قبل مبعث داود عليه السلام ولما بعث داود قطع الفتوى فقيل له؟ فقال ألا اكتفى اذا كفيت واتفق العلماء على انه كان حكيما ولم يكن نبيا الا عكرمة فانه قال كان نبيا انفرد بهذا القول. وعن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " حقا أقول لكم لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا حبشيا كثير الصمت والتفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه فمنّ عليه بالحكمة ". وعن ابن عباس رضي الله عنهما لم يكن لقمان نبيا ولا ملكا ولكن كان راعيا اسود فرزقه الله العتق ورضي قوله ووصيته فقص امره في القرآن لتمتسكوا بوصيته. وقال جار الله القائل بنبوته عكرمة والشعبي. وروي انه عبد يحتطب لمولاه كل يوم حزمة قيل خيّر لقمان بين الحكمة والنبوة فاختار الحكمة وهو بعيد بأن الحكمة قطرة من بحر النبوة وليس من الحكمة ان يختار الحكمة المجردة عن النبوة وروي انه كان نائما نصف النهار اذ جاءه نداء يا لقمان هل لك ان يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق فأجاب الصوت فقال ان ربي خيرني قبلت العافية ولم اقبل البلاء وان عزم عليّ فسمعا وطاعة فاني اعلم ان فعل بي اعانني وعصمني فقالت الملائكة بصوت لا يراه لم يا لقمان؟ قال لأن الحاكم باشر المنازل وأكدرها يغشاه الظلم من كل مكان ان عدل فبالأحري ان ينجو وان أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكون في الدنيا ذليلا خير ممن يكون عزيزا ومن يختر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا والآخرة.

السابقالتالي
2 3