الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }

قوله تعالى: { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ }: " لولا " تحضيضية والمرادُ به الأمر. و " منهم " يجوز أن يكون صفةً لـ " فرقة " وأن يكون حالاً من " طائفة " لأنها في الأصل صفة لها، وعلى كلا التقديرين فيتعلقُ بمحذوف. والذي ينبغي أن يُقال: إنَّ " من كل فرقة " حالٌ من طائفة، و " منهم " صفة لفرقة، ويجوز أن يكونَ " من كل " متعلقاً بـ " نَفَرَ ".

وقوله: { لِّيَتَفَقَّهُواْ } في هذا الضمير قولان، أحدهما: أنه للطائفة النافرة على أن المرادَ بالنفور: النفور لطلب العلم، وهو ظاهر. وقيل: الضمير في " ليتفَّقهوا " عائد على الطائفة القاعدة، وفي " رَجَعوا " عائدٌ على النافرة، والمراد بالنفور نفورُ الجهاد، والمعنى: أن النافرين للجهاد إذا ذهبوا بقيت إخوانهم يتعلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه، فإذا رَجَع الغازون أنذرهم المُعَلِّمون، أي: علَّموهم الفقه والشَّرْع.