الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

قوله: { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } نزلت في عبدالله بن أبي وقوم من أصحابه اتبعوا رأيه في ترك الخروج عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله قال وكان سبب غزوة أحد أن قريشاً لما رجعت من بدر إلى مكة وقد أصابهم ما أصابهم من القتل والأسر لأنه قتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون، فلما رجعوا إلى مكة قال أبو سفيان يا معشر قريش لا تدعوا النساء تبكي على قتلاكم فإن البكاء والدمعة إذا خرجت أذهبت الحزن والحرقة والعداوة لمحمد ويشمت بنا محمد وأصحابه، فلما غزوا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد أذنوا لنساء‌هم بعد ذلك في البكاء والنوح، فلما أرادوا أن يغزوا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أحد ساروا في حلفائهم من كنانة وغيرها فجمعوا الجموع والسلاح وخرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس وألفي راجل وأخرجوا معهم النساء يذكرنهم ويحثنهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وأخرج أبو سفيان هند بنت عتبة وخرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثية.

فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك جمع أصحابه وأخبرهم أن الله قد أخبره أن قريشاً قد تجمعت تريد المدينة، وحث أصحابه على الجهاد والخروج، فقال عبدالله بن أبي (سلول ط) وقومه يا رسول الله لا تخرج من المدينة حتى نقاتل في ازقتها، فيقاتل الرجل الضعيف والمرأة والعبد والأمة على أفواه السكك وعلى السطوح فما أرادنا قوم قط فظفروا بنا ونحن في حصوننا ودورنا وما خرجنا إلى أعدائنا قط إلا كان الظفر لهم، فقام سعد بن معاذ رحمه الله وغيره من الأوس فقالوا يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب ونحن مشركون نعبد الأصنام فكيف يطمعون فينا وأنت فينا لا، حتى نخرج إليهم فنقاتلهم فمن قتل منا كان شهيداً ومن نجى منا كان قد جاهد في سبيل الله فقبل رسول الله قوله وخرج مع نفر من أصحابه يبتغون موضع القتال كما قال الله { وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين - إلى قوله - إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا } يعني عبدالله بن أبي وأصحابه، فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله معسكره مما يلي من طريق العراق وقعد عبدالله بن أبي وقومه من الخزرج اتبعوا رأيه، ووافت قريش إلى أحد وكان رسول الله صلى الله عليه وآله عد أصحابه وكانوا سبعمائة رجلاً، فوضع عبدالله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشعب وأشفق أن يأتي كمينهم في ذلك المكان فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعبدالله ابن جبير وأصحابه إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تخرجوا من هذا المكان وإن رأيتموهم قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم، ووضع أبو سفيان خالد بن الوليد في مأئتي فارس كميناًَ، وقال لهم إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم.

السابقالتالي
2 3 4 5 6