الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }

قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا } المعنى: وكما زينا للكافرين ما كانوا يعملون كذلك جعلنا في كل قرية. { مُجَرِمِيهَا } مفعول أوّل لجعل { أَكَابِرَ } مفعول ثاني على التقديم والتأخير. وجعل بمعنى صير. والأكابر جمع الأكبر. قال مجاهد: يريد العظماء. وقيل: الرؤساء والعظماء. وخصهم بالذكر لأنهم أقدر على الفساد. والمكر الحيلة في مخالفة الاستقامة، وأصله الفتل فالماكر يَفْتِل عن الاستقامة أي يصرف عنها. قال مجاهد: كانوا يجلسون على كل عَقَبَةٍ أربعةً ينفروّن الناس عن ٱتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل من قبلهم من الأمم السالفة بأنبيائهم. { وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ } أي وبَالُ. مكرهم راجعٌ إليهم. وهو من الله عز وجل الجزاء على مكر الماكرين بالعذاب الأليم. { وَمَا يَشْعُرُونَ } في الحال لفرط جهلهم أن وبال مكرهم عائد إليهم.