الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفاً وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }

أي: لا أحد أحسن من دين من جمع بين الإخلاص للمعبود، وهو إسلام الوجه لله، الدال على استسلام القلب وتوجهه وإنابته وإخلاصه، وتوجه الوجه وسائر الأعضاء لله. { وَهُوَ } مع هذا الإخلاص والاستسلام { مُحْسِنٌ } أي: متبع لشريعة الله التي أرسل بها رسله، وأنزل كتبه، وجعلها طريقاً لخواص خلقه وأتباعهم. { واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ } أي: دينه وشرعه { حَنِيفاً } أي: مائلاً عن الشرك إلى التوحيد، وعن التوجه للخلق إلى الإقبال على الخالق، { وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } والخُلة أعلى أنواع المحبة، وهذه المرتبة حصلت للخليلين محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وأما المحبة من الله، فهي لعموم المؤمنين، وإنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً، لأنه وفّى بما أُمر به وقام بما ابْتُلي به، فجعله الله إماماً للناس، واتخذه خليلاً، ونوه بذكره في العالمين.