الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

فيه سبع مسائل: الأولى ـ قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ } يعني آدم وحواء. ونزلت الآية في أَبي هند ذكره أبو داود في المراسيل حدثنا عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد قالا حدّثنا بقيّة بن الوليد قال حدثني الزهري قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بَياضة أن يزوّجوا أبا هند ٱمرأة منهم فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: نزوّج بناتنا موالينا؟ٰ فأنزل الله عز وجل: «إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً» الآية. قال الزهري: نزلت في أبي هند خاصة. وقيل: إنها نزلت في ثابت بن قيس بن شَمّاس. وقوله في الرجل الذي لم يتفسح له: ٱبن فلانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " «مَن الذاكر فلانة»؟ قال ثابت: أنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«انظر في وجوه القوم فنظر فقال: «ما رأيت»؟ قال رأيت أبيض وأسود وأحمر فقال:«فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى» " فنزلت في ثابت هذه الآية. ونزلت في الرجل الذي لم يتفسح له:يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلْمَجَالِسِ } [المجادلة: 11] الآية. قال ٱبن عباس: لما كان يوم فتح مكة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً حتى علا على ظهر الكعبة فأذّن فقال عتَّاب بن أسِيد بن أبي العِيص: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لا يرى هذا اليوم. قال الحارث بن هشام: ما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذِّناً. وقال سهيل بن عمرو: إن يرد الله شيئاً يغيّره. وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئاً أخاف أن يخبر به رب السماء فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قالوا فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية. زجرهم عن التفاخر بالأنساب، والتكاثر بالأموال، والازدراء بالفقراء فإن المدار على التقوى. أي الجميع من آدم وحواء، إنما الفضل بالتقوى. وفي الترمذي عن ٱبن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بمكة فقال: " يأيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عَيْبَة الجاهلية وتعاظمها بآبائها. فالناس رجلان: رجل بَرّ تَقِيّ كريم على الله، وفاجر شقيّ هيّن على الله. والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } " خرّجه من حديث عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف، ضعّفه يحيى بن مَعِين وغيره. وقد خرّج الطبري في كتاب آداب النفوس وحدّثني يعقوب بن إبراهيم قال حدّثنا إسماعيل قال حدّثنا سعيد الجُرَيري عن أبي نضرة قال: حدّثني أو حدّثنا من شهد

السابقالتالي
2 3 4 5 6