الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } * { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } * { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }

وقوله: { ويُمْدِدْكُمْ بأمْوَالٍ وَبَنِينَ } يقول: ويعطكم مع ذلك ربكم أموالاً وبنين، فيكِّثرها عندكم ويزيد فيما عندكم منها { ويَجْعَل لَكُمْ جَنَّاتٍ } يقول: يرزقكم بساتين ويَجْعَل لَكُمْ أنهاراً تسقون منها جناتكم ومزارعكم وقال ذلك لهم نوح، لأنهم كانوا فيما ذُكر قوم يحبون الأموال والأولاد. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:ثُمَّ إنّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً } .. إلى قوله: { ويَجْعَلْ لَكُمْ أنهاراً } قال: رأى نوح قوماً تجزّعت أعناقهم حرصاً على الدنيا، فقال: هلموا إلى طاعة الله، فإن فيها درك الدنيا والآخرة. وقوله: { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: ما لكم لا ترون لله عظمة. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } يقول: عظمة. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال: لا ترون لله عظمة. حدثنا محمد بن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، مثله. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح وقيس، عن مجاهد، في قوله: { لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال: لا تبالون لله عظمة. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عمرو بن عبيد، عن منصور، عن مجاهد { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال: كانوا لا يبالون عظمة الله. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } يقول: عظمة. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قوله { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال: لا تبالون عظمة ربكم قال: والرجاء: الطمع والمخافة. وقال آخرون: معنى ذلك: لا تعظمون الله حقّ عظمته. ذكر من قال ذلك: حدثني سلم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال: ما لكم لا تعظمون الله حقّ عظمته. وقال آخرون: ما لكم لا تعلمون لله عظمة. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } يقول: ما لكم لا تعلمون لله عظمة. وقال آخرون: بل معنى ذلك ما لكم لا ترجون لله عاقبة. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } أي عاقبة.

السابقالتالي
2