الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن أبي مليكة قال: لما كان يوم الفتح رقي بلال فأذن على الكعبة، فقال بعض الناس: هذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة، وقال بعضهم: إن يسخط الله هذا يغيره، فنزلت { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } الآية.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج وابن مردويه والبيهقي في سننه عن الزهري قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوّجوا أبا هند امرأة منهم، فقالوا: يا رسول الله أتزوّج بناتنا موالينا؟ فأنزل الله { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } الآية قال الزهري: نزلت في أبي هند خاصة. قال: وكان أبو هند حجام النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج ابن مردويه من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه " قالت: ونزلت { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } الآية.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال: ما خلق الله الولد إلا من نطفة الرجل والمرأة جميعاً، وذلك أن الله يقول: { إنا خلقناكم من ذكر وأنثى }.

وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب أن هذه الآية في الحجرات { إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } هي مكية وهي للعرب خاصة الموالي أي قبيلة لهم وأي شعاب، وقوله { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } قال: أتقاكم للشرك.

وأخرج البخاري وابن جرير عن ابن عباس { وجعلناكم شعوباً وقبائل } قال: الشعوب القبائل العظام، والقبائل البطون.

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: الشعوب الجماع، والقبائل الأفخاذ التي يتعارفون بها.

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس { وجعلناكم شعوباً وقبائل } قال: القبائل الأفخاذ، والشعوب الجمهور مثل مضر.

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { وجعلناكم شعوباً وقبائل } قال: الشعب هو النسب البعيد، والقبائل كما سمعته يقول فلان من بني فلان.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { وجعلناكم شعوباً } قال: النسب البعيد، { وقبائل } قال: دون ذلك جعلنا هذا لتعرفوا فلان ابن فلان من كذا وكذا.

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال: القبائل رؤوس القبائل، والشعوب الفصائل والأفخاذ.

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الأركان بمحجنه، فلما خرج لم يجد مناخاً فنزل على أيدي الرجال فخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتكبرها بآبائها، الناس رجلان برٌّ تقيّ كريمٌ على الله وفاجرٌ شقيّ هّينٌ على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب. قال الله { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } إلى قوله { خبير } ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ".


السابقالتالي
2 3 4