الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ }

قوله: { وَفَصِيلَتِهِ }: قال ثعلب: " الفَصيلةُ: الآباء الأَدْنَوْن ". وقال أبو عبيدة: " الفَخِذُ ". وقيل: عشيرتُه الأقربون. وقد تقدَّم ذِكْر ذلك عند قولِه:شُعُوباً وَقَبَآئِلَ } [الحجرات: 13]. و " تُؤْويه " لم يُبْدِلْه السوسيُّ عن أبي عمروٍ قالوا: لأنَّه يُؤَدِّي إلى لفظٍ هو أثقلُ منه، والإِبدالُ للتخفيفِ. وقرأ الزُّهريُّ " تُؤْوِيْهُ " و " تُنْجِيْهُ " بضمِّ هاءِ الكنايةِ، وهو الأصلُ و " ثم يُنْجِيه " عطفٌ على " يَفْتدي " فهو داخِلٌ في حَيِّز " لو " وتقدَّمَ الكلامُ فيها: هل هي مصدريةٌ أم شرطيةٌ في الماضي؟ ومفعولُ " يَوَدُّ " محذوفٌ، أي: يَوَدُّ النجاةَ. وقيل: إنها هنا بمعنى " إنْ " ، وليس بشيءٍ. وفاعلُ " يُنْجِيه ": إمَّا ضميرُ الافتداءِ الدالُّ عليه " يَفْتدي " ، أو ضميرُ مَنْ تقدَّم ذِكْرُهم، وهو قولُه { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ }. و " مَنْ [في الأرض] " مجرورٌ عطفاً على " بنيه " وما بعدَه، أي: يَوَدُّ الافتداءَ بـ { مَن في الأرض } أيضاً. و " جميعاً " إمَّا حالٌ، وإمَّا تأكيدٌ، ووُحِّد باعتبارِ اللفظِ. و " كَلاَّ " رَدْعٌ وزَجْرٌ عن اعتقادِ ذلك.