الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى { لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱللَّهِ } وصف الله المؤمنين بإساله اياهم رداء عظمته وتعظيمهم فى عيون الكفرة والاضداد حتى فزعوا من رؤسهم ولو انهم تحققوا فى معرفة الله لخافوه ولم يخافوا من غيره فلما لم يصلوا الى معرفة الله صار اقدار الخلق اعظم من قدر الله فى قلوبهم وذلك قوله { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } اى لا يعرفون عظمة الله وقدرته فزعهم وخوفهم بالواسطة من الله وهم لا يفقهون ان ذلك الخوف من لباس عظمة الله عليهم فما داموا لم يكونوا من اهل رؤية عظمته صرفا الجاهم الى الفزع منه بالواسطة قال الواسطى لا يفقهون ان فى ترك الدنيا مشاهدة الأخرة وفى مشاهدة الأخرة رفض الدنيا كما ان فى مشاهدة الثانية وحضوره زوال عزة النفس وفى مطالعة صفات الله سقوط صفات العبد وملاحظة الحق لا يقاربها حب الدنيا ولا عظمة النفس ولا رؤية الافعال ولا رؤية الصفات ما دام الشواهد والاعراض على سره اثر لم يفقهه الا يرى الله يقول لانتم اشد رهبة فى صدورهم من الله والحق اذا تجلى قلب عبد ذهب عنه اخطار الاكوان واهلها.