الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ } * { مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } * { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } * { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } * { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ }

{ (10) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى } في ابهام الموحى به تفخيم له القمّي قال وحي مشافهة.

وفي الاحتجاج في الحديث الذي سبق ذكره فكان فيما اوحى اليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى لله ما في السموات وما في الأرضوَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ } [البقرة: 284] الآية قال وكانت الولاية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم الى ان بعث الله محمّداً صلّى الله عليه وآله وعرضت على الامم فأبوا ان يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله صلّى الله عليه وآله وعرضها على امّته فقبلوها الحديث وقد سبق تمامه في سورة البقرة.

{ (11) مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأَى }.

في التوحيد عن الكاظم عليه السلام انّه سئل هل رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله ربّه عزّ وجلّ فقال نعم بقلبه رآه أما سمعت الله يقول ما كذب الفؤاد ما رأى لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد.

وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام انّ محمداً صلّى الله عليه وآله رأى ربّه بفؤاده.

وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه سئل عن هذه الآية فقال رأيت نوراً.

وفي الكافي والتوحيد عن الرضا عليه السلام انّه سئل عن ذلك فقال ما كذب فؤاد محمد صلّى الله عليه وآله ما رأت عيناه ثم اخبر بما رأى فقال لقد رأى من آيات ربّه الكبرى فآيات الله غير الله.

أقولُ: وقد سبق انّه رأى عظمة ربّه بفؤاده وانّما اختلفت الاجوبة لاختلاف مراتيب افهام المخاطبين وغموض المسؤول عنه.

{ (12) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى } افتجادلونه عليه من المراء وقرىء افتمرونه اي افتغلبونه في المراء او افتجحدونه وعلى لتضمين معنى الغلبة.

القمّي سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ذلك الوحي فقال اوحى اليَّ انّ عليّاً سيّد المؤمنين وامام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين واوّل خليفة يستخلفه خاتم النبيّين فدخل القوم في الكلام فقالوا أمِنَ الله او من رسوله فقال الله جلّ ذكره رسوله قل لهم ما كذب الفؤاد ما رأى ثم ردّ عليهم فقال افتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه آله قد امرت فيه بغير هذا امرت ان انصبه للنّاس فأقول هذا وليّكم من بعدي وانّه بمنزلة السّفينه يوم الغرق من دخل فيها نجا ومن خرج عنها غرق.

{ (13) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى } مرّة اخرى بنزول ودنّو.

{ (14) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى } الّتي ينتهي إليها أعمال أهل الأرض بالصعود كما يأتي.

{ (15) عَندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } التي يأوي اليها المتّقون القمّي سدرة المنتهى في السماء السابعة وجنّة المأوى عندها.

وعن الرضا عليه السلام لمّا اسري به الى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سمّ الابرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله ان يرى.

السابقالتالي
2