الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } روى عن الرّضا (ع) انّه قال:عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } [الرحمن: 2]، الله علّم القرآن قبل خلق الانسان وذلك امير المؤمنين (ع) قيل علّمه البيان؟ - قال: علّمه بيان كلّ شيءٍ يحتاج اليه النّاس، قيل: الشّمس والقمر بحسبان؟ - قال: هما بعذابٍ، قيل: الشّمس والقمر يعذّبان؟ - قال: سألت عن شيءٍ فأتقنه، انّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له ضوؤهما من نور عرشه وحرّهما من جهنّم فاذا كانت القيامة عاد الى العرش نورهما وعاد الى النّار حرّهما فلا يكون شمسٌ ولا قمرٌ وانّما عناهما لعنهما الله، اوليس قد روى النّاس انّ رسول الله (ص) قال: انّ الشّمس والقمر نوران فى النّار؟ - قال: بلى، قال: اما سمعت قول النّاس: فلان وفلان شمس هذه الامّة ونورها؟ فهما فى النّار، والله ما عنى غيرهما، قيل:وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } [الرحمن: 6]؟ - قال: النّجم رسول الله (ص) وقد سمّاه الله فى غير موضعٍ فقال:وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } [النجم:1]، وقالوَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل:16] فالعلامات الاوصياء (ع)، والنّجم رسول الله (ص)، قيل: يسجدان؟ - قال: يعبدان، وقوله والسّماء رفعها ووضع الميزان؟ - قال: السّماء رسول الله (ص) رفعه الله اليه، والميزان امير المؤمنين (ع) نصبه لخلقه، قيل: الاّ تطغوا فى الميزان؟ - قال: لا تعصوا الامام، قيل: { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ }؟ - قال: اقيموا الامام بالعدل، قيل: { وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ }؟ - فاق: لا تبخسوا الامام حقّه ولا تظلموه، وقوله: والارض وضعها للانام؟ - قال: للنّاس فيها فاكهة، { وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ }؟ - قال: يكبر ثمر النّخل فى القمع ثمّ يطلع منه، قوله { وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ }؟ - قال: الحبّ الحنطة والشّعير والحبوب، والعصف التّبن والرّيحان ما يؤكل منه. وعن الصّادق (ع) فى تفسير قوله تعالى: { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }؟ - فباىّ النّعمتين تكفران؟ - بمحمّدٍ (ص) ام بعلىٍّ (ع)؟ وفى خبرٍ، اَبالنّبىّ (ص) ام بالوصىّ (ع)؟! ولمّا كان التّكرار فى مقام الامتنان بتعدّد النّعم مطلوباً كرّر قوله: { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تقريراً لها عند المقرّين بها، وتوبيخاً للمكذّبين بها، ولذلك ورد عن النّبىّ (ص): انّه لمّا قرئ هذه السّورة على النّاس وسكتوا ولم يقولوا شيئاً، قال: الجنّ احسن جواباً منكم لمّا قرأت عليهم { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }؟ - قالوا: لا بشيءٍ من آلاء ربّنا نكذّب.