الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }

{ وَحَنَاناً } عطف على الحكم وهو الرحمة من الله عليه أو الرحمة والتعطف فى قلبه على أبويه وغيرهما. ويقال لله حنّان كما يقال رحيم على التجوز وقيل لا. ومن مجئ حنان بمعنى التعطف قول الشاعر
وقالت حنان ما أتى بك ها هنا أذو نَسبٍ أم أنت بالحى عارفُ   
أى امرى حنان. وأكثر ما يستعمل مثنَّى كقوله
أبا منذر أفنيت فاستبْقِ بعضنا حنانيْك بعض الشر أهون من بعض   
ويستعمل حنان أيضاً فيما عظم لأمر الله كقول زيد بن عمرو فى خبر بلال والله لئن قتلتم هذا العبد لأتخذن قبره حنانا. { مِنْ لَدُنَّا } من عندنا { وَزَكَاةً } طهارة عن الذنوب وإخلاصا. وقيل صدقة تصدق الله بها على أبويه أو مكنه ووفقه للتصدق على الناس. وعن مجاهد كان طعام يحيى العشب وكان للدمع فى خديه مَجازٍ ثابتة. { وَكَانَ تَقِيّاً } مطيعا مجانبا للمعاصى. وعن الحسن عنه صلى الله عليه وسلم " ما من آدمى إلا وقد أخطأ خطيئة أو همَّ بها غير يحيى بن زكريا فإنه لم يهم بصغيرة ولا كبيرة ".