الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ }

{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } من أنك كاذب، أو كاهن، أو ساحر، أو شاعر، أو مجنون، أو يعلِّمه بَشر. زعموا أنها منسوخة بآية السيف، ولعله الصبر المأمور به فى كل بلية فلا نسخ. { وَسَبِّحْ } نَزِّه ربك عن النقائص، أو صَلِّ الخمس. { بِحَمْدِ } متعلق بمحذوف حال، والباء للمصاحبة أى ثابتا مع الحمد له على هدايته، ومعترفا بأنه المولى المنعم. { رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ } قبل يعنى صلاة الفجر. { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا يعنى الظهر والعصر لأنهما فى النصف الأخير، أو العصر وحده، وأما الظهر فمن آية أخرى، مثلأقم الصلٰوة لدلوك الشمس } { ومِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ } من ساعاته جمع إنّى كرِضًى، أو أناء كسماء، أو أَنى كفتى، أو إنى بكسر فإسكان، أو إنْو كذلك، متعلق بقوله فسبِّح. ومِن بمعنى فى، أى فى بعض ساعاته. وأراد المغرب والعشاء، أو من للتبعيض، متعلقة بمحذوف نعت لمجرور محذوف، متعلق بسبح، أى فى زمان ثابت من آناء الليل، والفاء زائدة. { وَأَطْرَافَ النَّهَارِ } معطوف على مجموع الجار والمجرور، وهو ظرف، أو معطوف على محل آناء، وهو النصب. وإنما عطف على المحل لجواز ظهوره فى الفصيح، إذ لو أسقطت { مِن } لانتصب أطراف. قيل المراد الصبح والمغرب، كرر للاختصاص. والجمع يعنى التثنية ولا لبس، أو باعتبار أن النهار للجنس. وبدل الأولوأقم الصلٰوة طرفى النهار } أو المراد صلاة الظهر فإنها بعد الطرف الأول من النهار وبدايةِ الطرف الأخير، ظرفان، عبَّر عنهما بالجمع لما مر قبل، أو المراد التطوع فى أجزاء النهار. والأطراف الأجزاء. قاله الحسن، أو أطراف النهار ما بعد طلوع الشمس، وما قبل أن نصلى العصر. وقيل أطراف النهار الظهر والمغرب. قال ابن العربى الصحيح أن المغرب من طرف الليل. وقيل المراد بالآية النفل والسنة ويرد عليه { قبل غروبها } فإنه لا نفل ولا سنة قبله، إلا إنى أريد قبله. وقيل العصر وهو بعيد. ويحتمل أن المراد بها قل سبحان الله وبحمده. وقدم الليل لسبقه خلفا، ولأن العبادة فيه أفضل لصعوبتها، ولجمع القلب. { لَعَلّكَ تَرْضَى } ترجية عائدة لسبح، أى سبح فى تلك الأوقات، طمعا أن تنال عند الله ما ترضى به، عبر بالمسبب وهو الرضى عن السبب وهو النَّيل. وقيل لعلك ترضى بما تُعطَى من الثواب على عملك. وقرأ الكسائى عن عاصم، وأبو بكر بالبناء للمفعول، أى يرضيك ربك بما تحب، كالشفاعة، من الإرضاء. وقيل يرضاك ربك، أى يقبلك من الرضى.