الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ }

يعني تعالى ذكره بقوله: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } يقال لهم: ذوقوا فتنتكم وترك يقال لهم لدلالة الكلام عليها. ويعني بقوله: { فِتْنَتَكُمْ }: عذابكم وحريقكم. واختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم بالذي قلنا فيه. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { فِتْنَتَكُمْ } قال: حريقكم. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ }: ذوقوا عذابكم { هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ }. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } يقول: يوم يعذّبون، فيقول: ذوقوا عذابكم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } يقول: حريقكم. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } يقول: احتراقكم. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } قال: ذوقوا عذابكم. وقال آخرون: عنى بذلك: ذوقوا تعذيبكم أو كذبكم. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } يقول: تكذيبكم. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ } يقول: حريقكم، ويقال: كذبكم. وقوله: { هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } يقول تعالى ذكره: يقال لهم: هذا العذاب الذي تُوفَّوْنَهُ اليوم، هو العذاب الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا. وقوله: { إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا الله بطاعته، واجتناب معاصيه في الدنيا في بساتين وعيون ماءٍ في الآخرة. وقوله: { آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ } يقول تعالى ذكره: عاملين ما أمرهم به ربهم مؤدّين فرائضه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلم البطين، عن ابن عباس، في قوله: { آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ } قال: الفرائض. وقوله: { إنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلكَ مُحْسِنِينَ } يقول: إنهم كانوا قبل أن يفرض عليهم الفرائض محسنين، يقول: كانوا لله قبل ذلك مطيعين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلم البطين، عن ابن عباس { إنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلكَ مُحْسِنِينَ } قال: قبل الفرائض محسنين يعملون.