الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَٱسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَٱسْتَوَىٰ }؛ قال مجاهدُ: (بَلَغَ أشُدَّهُ؛ أيْ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ سَنَةً)، { وَٱسْتَوَىٰ } أي بَلَغَ أربعينَ سَنَةً، وهو قولُ ابنِ عبَّاس وقتادةَ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً } يعني الفِقْهَ والعقلَ والِعْلمَ في دينهِ ودِين آبائهِ، قد تعلَّمَ موسَى وحَكَمَ قبلَ أن يُبْعَثَ نبيّاً. وقال ابنُ عبَّاس: (لَمَّا بَلَغَ مُوسَى أرْبَعِيْنَ سَنَةً آتَاهُ اللهُ النُّبُوَّةَ). وَقِيْلَ: الأَشُدُّ: منتَهَى الشبَّاب والقُوَّةِ، والاستواءُ: إتْمَامُ الْخَلْقِ واعتدالُ الجسمِ في الطُّول والعِظَمِ، وإنَّما يبلغُ المرء هذا الحدَّ في اثنين وعِشرين سنةً إلى أربعينَ سَنة.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }؛ فيهِ بيانُ أنَّ إنشاءَ العلمِ والحكمة يجوزُ أن يكون على الإحْسَانِ؛ لأنَّهما يؤَدِّيان إلى الجنَّةِ التي هي جزاءُ الْمُحسِنينَ.