الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ يُنَادُونَهُمْ } يعني يناديهم المنافقون من وراء السور. { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } في دنياكم { قَالُواْ بَلَىٰ } كنتم معنا في ظاهر الأمر { وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ } يعني أكفرتم { أَنفُسَكُمْ } بنعم وسَوْفَ عن دينكم { وَتَرَبَّصْتُمْ } يعني بمحمد الموت، وقلتم يوشك محمد أن يموت فنستريح منه { وَٱرْتَبْتُمْ } يعني شككتم في محمد أنه نبي { وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ } عن دينكم، وقلتم يوشك محمد أن يموت فيذهب الإسلام فنستريح { حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } الموت { وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } [آية: 14] يعني الشياطين { فَٱلْيَوْمَ } في الآخرة { لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ } معشر المنافقين { فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله تعالى يعني مشركي العرب { مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ } يعني مأوى المنافقين والمشركين في النار { هِيَ مَوْلاَكُمْ } يعني وليكم { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [آية: 15] وذلك أنه يعطى كل مؤمن كافر، فيقال: هذا فداؤك من النار، فذلك قوله: { لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } يعني من المنافقين، ولا من الذين كفروا، إنما تؤخذ الفدية من المؤمنين.