الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ }

قوله: { أَن لَّن }: هذه " أَنْ " المخففةُ كالتي في أول القيامة، وهي سادَّةٌ مَسَدَّ المفعولَيْن أو أحدِهما على الخلاف. و " يَحُوْرُ " معناه يَرْجِعُ. يقال: حار يَحُورُ حَوْراً. قال لبيد:
4526ـ وما المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْءُه   يَحُوْرُ رَماداً بعد إذ هو ساطعٌ
ويُسْتعمل بمعنى صار فيَرْفع الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ عند بعضِهم، وبهذا البيتِ يَسْتَدِلُّ قائِلُه. ومَنْ منع نَصَبَ " رماداً " على الحال. وقال الراغب: " الحَوْرُ التردُّد: إمَّا بالذاتِ وإمَّا بالفكرة. وقولُه تعالى: { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } ، أي: لن يُبْعَثَ. وحار الماءُ في الغَديرِ، تَرَدَّد فيه. وحار في أمْرِه وتَحَيَّر، ومنه " المِحْوَرُ " للعُوْدِ الذي تجري عليه البَكَرة لتردُّدِه. وقيل: " نعوذُ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْر " ، أي: مِنْ التردُّد في الأمر بعد المُضِيِّ فيه، ومحاورةُ الكلام: مراجعتُه ".